-->

خالد الشيات: ما يحدث بالصحراء لا يبشر بخير -حوار

04 نوفمبر 2020 - 07:00

انطلاقا مما يجري في الكركارات يبدو أن الأمور تسير نحو المواجهة العسكرية..

أصبحت البوليساريو تستعمل اليوم في مستويات متعددة المنطقة العازلة التي وضعها المغرب لتجنب المواجهة؛ مستويات تمس مسار التوصل إلى حل سياسي ومقتربة أكثر من الحل العسكري، وهذا يضرب في العمق كل القرارات التي صدرت سابقا، والتي ترفض استعمال هذا المناطق عسكريا بما فيها منطقة الكركارات. فالدبلوماسي والسياسي العقلاني والناجح، والذي يفكر في تاريخ ومستقبل المنطقة لن تكون له أي نزعة عسكرية أو حربية، لأن ذلك ليس مجديا، لكن المغامر والمقامر، والذي لا يهتم بقضايا المنطقة والمواطنين، يسعى، طبعا، نحو المعارك والمواجهة والسلاح، ولكن إذا سارت الأمور في هذا الاتجاه، فإنه لن يعود هناك حديث عن الأمم المتحدة والحل السياسي، بل ستكون الكلمة الأخيرة للمدافع. وبالتالي، أعتقد أن الذي فشل لمدة 15 عاما فيما يسمى « المقاومة »، وهي في الحقيقة مجرد حرب عصابات، كيف له أن يلوح بالحرب. مع ذلك، فأي حرب بين المغرب والبوليساريو والجزائر ستكون مكلفة اقتصاديا واجتماعيا وجيوسياسيا واستراتيجيا في المنطقة، ولن تكون لها أي نتيجة. ومن يفكر في الحرب وحمل السلاح، فهو أحمق، والحمقى للأسف لا يعدمون بالجزائر.

تقول إن المواجهة ليست حلا جيدا، لكننا منذ 13 يوما والبوليساريو تفرض سياسة الأمر الواقع بالكركارات في تحد للمغرب والأمم المتحدة، وانتهاك لقرارات مجلس الأمن. كيف يمكن التعامل مع هذا الوضع حاليا؟

ما يجري في الكركارات ليس فرض أمر الواقع، هذا يسمى فرض أمر العصابات وقطاع الطرق، لكن حسابيا وعسكريا واستراتيجيا وسياسيا ليس في مصلحة المغرب بدء أي نزاع عسكري كيف ما كان نوعه في هذه المرحلة مع البوليساريو والجزائر. لهذا أعتقد أن الاعتماد على العقلاء في الجهة الأخرى والأمم المتحدة ومجلس الأمن، سيكون أفيد، على الأقل في مستوى أول، قبل أي تدخل عسكري. لا يجب على المغرب أن يعطي هذه الفرصة للبوليساريو والجزائر، لأنها الفرصة الوحيدة التي يسعيان إليها الآن. أعتقد أنه في السياق الحالي ليس هناك حل غير أن يضبط المغرب النفس أكثر مما يجب في المرحلة الأولى، في انتظار أن تتوضح الأمور، وإذا لم تتوضح ستبقى كل الخيارات متاحة أمام المغرب، وأعتقد أن من حق المغرب أن يدافع عن أمنه واستقراره ومصالحه الاستراتيجية والاقتصادية كدولة ذات سيادة.

ما الذي يجري اليوم في الجزائر، وما انعكاسات ذلك على ملف الصحراء والعلاقات المغربية الجزائرية؟

لا أحد يعرف حقيقة ما يجري في الجزائر بعد نقل الرئيس عبد المجيد تبون إلى ألمانيا للعلاج، وهناك احتمالات كثيرة، لكن الفريق الأقرب إلى تولي زمام الأمور في الجارة الشرقية هو العسكر، وبالضبط، القيادة التي تفتقر إلى الحنكة والعقلانية وبعد النظر، وهم في الحقيقة مجموعة من الأشخاص الذين يحلمون بالحرب مع المغرب، وعلى رأسهم رئيس الأركان السعيد شنقريحة. الأمور إذن، تميل أكثر إلى هذه الطائفة العسكرية. وأعتقد أن لديهم رغبة كبيرة في أن يخوضوا الحرب ضد المغرب، لاعتبارات سياسية داخلية؛ من أجل فرض الدستور الممنوح. أنا لا أقول إن تبون رجل مسالم ولا يكن العداء للمغرب، بل إنه شخص يميل أيضا إلى التصعيد بدل تقليل التوتر بالمنطقة، لكنه كان سياسيا على الأقل. فالسياسة الداخلية الجزائرية تقوم على معادة المغرب والنفخ فيها. وأعتقد أن قضية الصحراء هو مِحرار قياس التحول في الجزائز؛ إذا تغير موقفها من الوحدة الترابية للمغرب، سنعرف أن هناك تحولا حقيقيا. كل ما يجري إذن، لا يبشر بخير بخصوص العلاقات المغربية الجزائرية وملف الصحراء. كخلاصة، لم نكن منذ 1991 أقرب من الصراع العسكري مع الجزائري، أكثر مما نحن عليه اليوم.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي