صلاح الدين أبو الغالي يهاجم ابن كيران بسبب مدونة الأسرة في أول مواجهة تخوضها القيادة الجديدة لـ"البام"

09 مارس 2024 - 19:00

هاجم صلاح الدين أبو الغالي، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، حزب العدالة والتنمية، على خلفية التصريحات التي أطلقها أمينه العام، عبد الإله ابن كيران، التي دعا فيها مناضلي « البيجيدي » إلى القيام بكل ما هو ضروري للحفاظ على الأسرة، مهددا بتنظيم مسيرة وطنية لملايين الأشخاص للتعبير عن رفضهم المس بالثوابت التي لها صلة بالأسرة.

وقال أبو الغالي وهو ينتقد ضمنيا خطاب وموقف الإسلاميين من تعديل مدونة الأسرة، إن النقاش حول تعديل مدونة الأسرة، وإن كان صحيا وإيجابياً على وجه العموم، فإنه لم ولن يخلو من الاصطياد في المياه العكرة من طرف بعض الخصوم السياسيين.

واتهم عضو القيادة الثلاثية لـ »البام »، في أول لقاء لحزبه بعد المؤتمر الوطني الخامس، نظمه في إقليم الرحامنة، اليوم السبت، إسلاميي العدالة والتنمية، بكونهم عمدوا، إلى تأجيج النقاش والتحريض على العنف الرمزي والتهديد بالاحتجاجات، مشددا على أن هذا الموقف لا يستقيم مع أدبيات الحوار العمومي ومبدأ النقد البناء، والاحتكام إلى آلية المؤسسة التشريعية كتعبير للإرادة الشعبية، معتبرا أن إسلاميي « البيجيدي » فشلوا في إقناع المغاربة بمشروعهم الماضاوي الذي يكمن في قياس المجتمع المغربي الحالي على مجتمع القرن العباسي، وهذا ضرب من ضروب العبث ولا يزيدنا يضيف أبو الغالي، إلا إيماناً وتشبثا بأخلاق ديننا السمح وبالغايات القرآنية، والتي تتجلى معظمها في العدل والتقوى بمفهوم الكف عن الاعتداء ورفع الإكراه على الناس والحرية وترك الحساب إلى الله.

وأكد صلاح الدين أبو الغالي، في كلمة له خلال اللقاء التواصلي الذي نظمته الأمانة الإقليمية لـ »البام » بإقليم الرحامنة، تحت شعار: « من أجل تعاقد متجدد لمناقشة الوثيقة المرجعية والنظام الأساسي للحزب »، إن المواجهة اليوم بين الحداثة والماضاوية تكمن في المواجهة بين العقل والنقل وبين الأصالة والأصولية وبين الاتباع والتقليد، فالحداثة عكس الماضاوية، والحداثة ترجح العقل على النقل، كما أنها تنتصر للأصالة ضد الأصولية وللاتباع ضد التقليد، موضحا أن حزب الأصالة والمعاصرة ينتصر للعدل والمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، كما يسعى لتحقيق تكافؤ الفرص وحس المواطنة لكل طفل يترعرع على أرض الوطن مهما كانت ظروف نشأته ولو تعلق الأمر بطفل تم إنجابه خارج إطار الزواج، الذي يطالب الحزب، يضيف أبو الغالي، بوجوب نسبه لأبيه كما هو الشأن اليوم، حيث ينسب لأمه.

وقال أبو الغالي منتقدا موقف « البيجيدي » من هذا الأمر، « لدينا اليوم من العلم ما يمكن إثبات بنوته باليقين »، قبل أن يضيف أبو الغالي منتقدا « البيجيدي »، « قد تجرأ الحزب الماضاوي اليوم بالقول إن ابن الزنى لا حق له ونحن في حزب الأصالة والمعاصرة نقول ليس هنالك أصلا ابن زنى لا في المغرب ولا في زحل، والأطفال ليسوا مسؤولين على أخطاء آبائهم « ولا تزر وازرة وزر أخرى » ولن يزدهر مغرب الغد بأطفال مأزومين نفسانيا ومهزومين اجتماعياً وملعونين بكل النعوت بغية إرضاء بعض الذكور الذين يريدون التهرب من أفعالهم، وإلقاء المسؤولية على المرأة والطفل بحرمانهما من حقوقهما الأساسية والإنسانية والكونية، والتي يقول فيها الله عز وجل « وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا » صدق الله العظيم ».

وشدد أبو الغالي أيضا، على أن ما يميز حزبه عن الأحزاب والحركات الماضاوية في شأن تعديل مدونة الأسرة يكمن في مفهوم الاجتهاد، وينبغي لمتتبعي الشأن العام أن يعلموا أننا جميعنا، مهما كان انتماؤنا السياسي، مجتهدون مسلمون ولكن نسلك طرقا مختلفة في الاجتهاد، قائلا : »فنحن الحداثيون نعتبر أن هناك اجتهادا مع النص ونطالب علماءنا المغاربة الأجلاء والمشهود لهم عبر العالم عن كفاءاتهم وحنكتهم، وأنا أجالس البعض منهم وأكن لهم الاحترام والتقدير، أن يستحدثوا آراء جديدة بناء على ثبات النص وحركية المحتوى، وأن النص يفهم وفق أدوات ومفاهيم  الأرض المعرفية التي نعيش فيها والقراءة المعاصرة، في حين أن الماضاويين يعتبرون أنه لا اجتهاد مع النص، وأن النص لا يفهم إلا وفق فهمه للسلف الصالح، وأن المجتهد لا يأتي بأحكام جديدة بل يكشف عن الحكم الشرعي بالقياس على الماضي والأدلة الشرعية، وهذا لا يغنينا اليوم في شيء بل يحجر على العقول حتى ذهب أحدهم في الحزب الماضاوي وقال إنه يستغرب كيف لبنت قاصر ذات 17 سنة أن تكون غير مؤهلة للزواج، وهو يستحضر بالرمز طاقتها الجسدية أمام الناس ولم يخطر عليه أن المغرب عرف تحولات اجتماعية وثقافية واقتصادية منذ الاستقلال، حيث أصبحت المرأة فاعلاً أساسياً في التنمية والاقتصاد، وأن ضمير المجتمع المغربي يسعى إلى القطع مع زواج القاصرات وإلغاء الاستثناءات، كون البنت القاصر مكانها المدرسة وينقصها الرشد لكي تكون أما ومربية وكونها في قرية أو بادية لا يغير شيئا والمفاسد لا تدرأ بالظلم والاعتداء، فنحن في الأصالة والمعاصرة نسعى إلى تجريم زواج القاصر الذي يقل عمره أو عمرها عن 18 سنة بدون أي استثناء ولا تبرير اليوم لزواج القاصرات.

وقال أبو الغالي موضحا: « إن كنا في حزب الأصالة والمعاصرة حداثيين ديمقراطيين، فنحن حداثيون على سنة الله ورسوله، فخورون بما حققته المرأة المغربية في العلم والمعرفة والطب والمقاولة، وفي القضاء والسياسة، وفي النضال وفي الصحافة، وفي الفن والإبداع وفي الثقافة، معتزون بحرصها على التربية والتضحية في سبيل إنشاء الأجيال الصاعدة، واستقرار الأسرة المغربية لكونها النواة الأساسية للمجتمع، وجب على الدولة حمايتها في الجانب الحقوقي والاجتماعي والاقتصادي، بما يضمن وحدتها واستقرارها، والمحافظة عليها كما عبر عن ذلك الفصل 32 من دستور 2011 ».

 

 

 

 

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

عبدو الشريف منذ شهرين

كفى يا مسمى ابو الغالي من محاولة تغريب المجتمع المغربي ودفعه لاعتناق ملل وثقافات الغرب الضالة التي لا علاقة للمجتمع المغربي المسلم بها.. كفى من محاولة جر المغرب المسلم إلى محور العلمانية واللائكية المشبوهة التي تحارب شرع الله.

زمان الرويبضه منذ شهرين

قيل و ما الرويبضة يا رسول الله قال التافه يتكلم في شؤون العامة … الحلال بَيِن و الحرام بيِن و بينها شبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لنفسه…

سناء منذ شهرين

حزب العلاقات الزنائية يريد إصلاح المدونة ههههه

التالي