-->

الجمعية المغربية المزعجة لأعداء حقوق الإنسان

05 سبتمبر 2014 - 14:25

وأكثر ما يمنحنا في حضنه بعضَ الإحساس بالأمان، هو الوجود المشرق والممانع للجمعيات الحقوقية رغم كل الضرب..

تصوروا الوطن بدون وجود الجمعية المغربية لحقوق الإنسان !، تخيلوا عمق السقوط وحجم العزلة بدون صوت إنذارها الصاخب والعابر للأسوار والحدود حين تُنتهك الحقوق والحريات!.. 

تصوروا شكل التماثل والقبح في صور الوطن الملونة بدون نورها المختلف !..تخيلوا درجة التعاسة حين يتم إخراس العزف المنفرد لصوت الحق، لتعلو أصوات كورال المادحين بلازمة الاستثناء !. 

خذوا صحف النصف المملوء من كأس الوطن، واتركوا لنا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان..

خذوا جوقة الملاحم وناثري الورود ونشرة المساء، واتركوا لنا عصابة الحقوقيين العدميين، «العملاء» لقيم الحقوق الكونية، والمتورطين في «جرائم نهب الخوف من قلوب الناس»، والمتهمين بـ»تحريض» الشعب على المطالبة بحقوقه المشروعة وعلى الاحتجاج حتى الموت دفاعا عن الكرامة.. 

فبدون الضمير الحي للمناضلين الحقوقيين، وبدون جنونِ الحالمين بوطن حر، سنصير شعبا أعزل، وسنصير متشابهين لدرجة البلادة، وسيفتقد الوطن جمالية التضاد بين النور والعتمة وبين الحقيقة والزيف حين تصير لأخبار الانتهاكات الممنهجة رواية وحيدة ومعزولة..

لماذا ترعبهم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان؟ ولماذا تخوض السلطة بأجهزتها القمعية والإعلامية هذه الحملة الشرسة ضدها بالمنع والتضييق والتدمير الرمزي ونشر الاتهامات الباطلة ؟، وما الذي يجعل منها الهيأة الحقوقية الأكثر اصطداما مع الدولة، والأكثر إزعاجا وتشويشا على الخطاب الرسمي في مجال حقوق الإنسان؟..

قد يكون الجواب السهل والظاهر لأسباب الإزعاج هو شفافية تقاريرها الفاضحة والمحرجة للدولة في رصد ها الدقيق لانتهاكات حقوق الإنسان ، وقد يكون هو مصداقيتها الدولية كمرجع موثوق به للمنظمات الحقوقية العالمية، قد يكون شعبيتها، وقد يكون الرأسمال الأخلاقي والرمزي الذي تتمتع به

 قيادتها، وقد يكون هو كونها الجمعية الوحيدة التي تمتلك الشجاعة والقسوة معا لترعبنا بالحقيقة بدون رتوشات ملطفة، والتي تمتلك الجرأة في أن تتجاوز الخطوط الحمراء في القضايا الشائكة والمسكوت عنها في حرية التعبير والمعتقد والحريات الفردية، وقد يكون السبب هو انحيازها المتطرف لقيم حقوق الإنسان الكونية وتبنيها لقضايا الدفاع عن معتقلي الرأي وضحايا الانتهاكات بدون انتقاء أو تمييز إيديولوجي أو حسابات سياسية ضيقة ..

ومع ذلك ليس هذا فقط، ما يزعج السلطة في الحضور المؤثر للجمعية المغربية لحقوق الإنسان..

فهي مزعجة جدا، لأنها لم تقتصر على توزيع السمك وفضلت أن تعلمنا الصيد، ولم تقتصر على رصد الخروقات والانتهاكات والدفاع عن الضحايا، بل فضلت أن تُربي المواطن على الوعي بحقوقه المدنية والسياسية والاجتماعية والثقافية..

فما يزعج حراس الوطن في أنشطة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هو   مشاريعها الناجحة والهادفة في التربية على ثقافة حقوق الإنسان، والتي تتجسد في ورشاتها التكوينية المفتوحة وجامعاتها الأكاديمية ومخيماتها الحقوقية..  

 فأكثر ما يخيف الأنظمة غير الديمقراطية، ليس الجمعيات الحقوقية حين تفضح انتهاكات حقوق الإنسان، فهي تملك ما يكفي من الهيئات والأبواق الصحفية لتبرير سياستها وحجب الحقيقة ..

ما يخيفها، هو الشعب حين يصبح واعيا بحقوقه ويمتلك القدرة على إدراك الحقيقة.. وهذا هو الخطأ الجسيم، والذي لا يغتفر، الذي تجرأت على اقترافه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان .

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

مواطن منذ 9 سنوات

بدورها تضم مجموعة من المرتزقة كأي تجمع يريد الضغط من أجل ايجاد مكان يستطيع أن يحلب حقه من البقرة وبأبشع الطرق .

abou jad منذ 9 سنوات

wa chouf assi adil kifach jat amdh ei sanawat rassass makan walo zerwata wa lkhtitaf

adil منذ 9 سنوات

Na3am 7na m3a 7o9ou9 insan walakinmachi m3a li machi insan

hassan منذ 9 سنوات

ALLAHOMMA 7FAD LANAA JAM3IYATANAA BIMAA 7AFADTA BIHI DDIKRA L7AKIM .

adil منذ 9 سنوات

الجمعية المغربية شوكة في حلق هذا النظام المتغطرس الذي لا يحترم أبسط مقومات العيش الكريم

Mosta-pha منذ 9 سنوات

عفوا هدا تضخيم كبير للجمعية المغربية لحقوق الإنسان وكأن الحقوق لن تتواجد بالمغرب الا بوجودها فالحقوق تحفظ بوعي الشعب وبمحاربة الامية والتخلف الفكري والتعالي على المغاربة و حتى ولو و جدت ألف جمعية مثل هده الجمعية فلن تحفظ حقوق المغاربة في الجبال و الارياف و المستشفيات ووو... لأنها تقتصر بشكل كبيير على الأحداث التي تعرف ضجة اعلامية في حين ان حقوق المغاربة اكبر من مجرد جمعية قد تكون لها اهداف تتناقد وقيم المغاربة

التالي