-->

أدب الرحلة.. المغاربة بؤساء وعراة ومتسولون ومرضى وفقراء!

23 سبتمبر 2014 - 14:21

نظم صالون مازغان للثقافة والفن، بشراكة مع المكتبة الوسائطية التاشفيني بالجديدة وجمعية أصدقائها، السبت المنصرم لقاء مفتوحا مع الباحث في أدب الرحلة والروائي بوشعيب الساوري حول موضوع: «صورة الجديدة وضواحيها في كتابات الرحالين الكولونياليين إبان القرن 19»، شارك فيه بعض النقاد والباحثين المغاربة منهم الكاتب الروائي الحبيب الدايم ربي، والناقد أحمد بلاطي، والباحث عبد الله بديع، والروائي إبراهيم الحجري…

صورة المغرب والعلاقة مع الآخر هو مجمل ما دار في لقاء صالون مازاغن للثقافة والفن، مساء السبت الماضي بمكتبة التاشفيني الوسائطية. إذ اعتبر الروائي إبراهيم الحجري، في كلمة تقديم اللقاء، أن بعض الدراسات، التي طرحت مشكلة الآخر مع الذات، ظلت عاجزة عن تكريس التمثل الحقيقي حول الذات. وأشار إلى أن الغاية لدى الرحالة الغربيين، الذين أتوا قبل الاستعمار الفرنسي، تجسدت في إعداد تقارير لتأطير الهجوم العسكري.

وتوقف الكاتب الحبيب الدايم ربي عند آخر النصوص التي ترجمها بوشعيب الساوري: «رحلة إلى المغرب: ست عشرة رسالة إلى أمي». إذ اعتبر أن هذا الكتاب يصف رحلة قام بها دبلوماسي فرنسي اسمه «إيمانويل شلومبيرغر» ضمن بعثة استعمارية إلى المغرب من أجل عقد اتفاقية تروم وقف الهجمات على المستعمر الفرنسي بالجزائر. ولاحظ المتدخل أن الرسائل المكونة لهذه الرحلة تُعطي شأنا خاصا للمغرب والمغاربة وتكن لهم احتراما خاصا بجميع أجناسهم وفئاتهم الاجتماعية، حيث يستشهد بما قاله الرحالة عن أهل دكالة: «لقد أنفق هؤلاء المغاربة الطيبون كثيرا علينا من أجل استقبالنا…»، وعن مدينة مازاغان فهي عنده «مدينة عربية رائعة…»

واعتبر الناقد عبد الله بديع أن نص «رحلة داخل المغرب» لصاحبها الدكتور ديكيجي، الذي ترجمه أيضا الساوري، يدخل في مجال الرحلة الاستكشافية الدبلوماسية وفق التقسيم الذي وضعه العلامة محمد الفاسي. وقال إن أسلوب المؤلف ديكيجي ينطبق مع الأسلوب الذي اتفق عليه المؤرخون الذي جاءت به الحوليات، بالعمل على تسجيل الأحداث والحوادث مع تهميشها بالتواريخ والتوقيتات… كما اعتبر أن النص تحدث عن أحوال المغاربة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعمرانية، معتبرا أنه اعتمد على العديد من المصادر: المشاهدة والعيان، الرواية الشفهية، الكتب والمؤلفات، إلخ. ومن جهة أخرى، قال إن هذا النص يتميز بالتمازج بين التاريخي والأدبي، مشيرا إلى أن هذه الخاصية تعطيه الأحقية في الانتماء المطلق إلى جنس الأدب عموما.

في مداخلته المعنونة «تمثيل الآخر في الرحلات الأوربية إلى المغرب: قراءة في نص: رحلة مراقب صحي إلى المغرب، لإيميل كيرن»، تحدث الناقد أحمد بلاطي عن العناصر الأساسية في محكي السفر، موضحا أنه يتضمن إلى جانب الرحلة، العديد من الأشكال الأخرى كالتقارير والرسائل السياسية. واعتبر المتدخل أن كل من الرسائل والتقارير والإرساليات التبشيرية والعلمية لها أهداف معينة، موضحا أنه لا فرق بين الجندي الذي يحمل سلاحه ليقتل به، وبين العالم الذي يتلبس العلم لاستخدامه في تكريس الاستغلال والاستعمار وتبريرهما. أما عن حضور مازغان وضواحيها في التقرير المذكور، فقد استحضر بلاطي مقطعين منه يتكلمان عن الحالات الاجتماعية للمجتمع المغربي، وسحنة المغاربة البئيسة، فهم بؤساء وعراة ومتسولون ومرضى وفقراء. وفي الختام، تحدث المحتفى به بوشعيب الساوري عن تجربته في البحث في مجال الرحلة وأدبها، وعن علاقته بترجمة نصوص الرحلة المختلفة. إذ أكد أن الأعمال التي قام بترجمتها جاءت في طريق البحث. وكشف أنه لم يقدم على أية ترجمة إلا بعد استشارة أصدقائه المبدعين والباحثين أثناء عملية الترجمة وقبل النشر من أجل الاستفادة من نصائحهم.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي