استيقظ المغاربة، صبيحة اليوم الجُمعة، على فاجعة وفاة حوالي 33 شخصا، بحسب الرواية الرسمية، إثر حادثة سير نواحي مدينة طانطان، وبالضبط في منطقة تُدعى دوار « الشبيكة »، والتي وقعت بين حافلة تابعة إلى شركة CTM وشاحنة لنقل الأسماك، نجم عنها اشتعال النار في الحافلة.
حصيلة ثقيلة..
وبحسب الرواية الرسمية، فإن الحصيلة الحالية للفاجعة هي 33 قتيلا، ماتوا تفحما، في حين لم ينج من الحادث سوى تسعة أشخاص، تم نقلهم في حالة حرجة إلى المستشفى البلدي، فارق اثنان منهم الحياة بمجرد وصولهم إليه.
ومما زاد من حدة الصدمة، وجود العديد من الأطفال الرياضيين والمؤطرين، إذ كانت الحافلة مُتجهة صوب مدينة العيون، بعد مُشاركة من كانوا على متنها في الألعاب الرياضية المدرسية، والتي نظمتها وزارة الشباب والرياضة في مدينة بوزنيقة خلال الأسبوع الحالي.
ووقعت الحادثة حوالي الساعة السابعة والنصف صباحا، على مستوى الطريق الوطنية رقم واحد، وبالضبط على مستوى جماعة دار الشبيكة، حوالي 54 كيلومترا من مدينة طانطان، حيث وقع اصطدام بين شاحنة من الحجم الكبير وحافلة لنقل الركاب، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.
جُثث مُتفحمة..
من جهة أخرى، صعبت الحالة الحرجة التي وصل إليها تفحم الجثث التعرف على هوية أصحابها، الشيء الذي استدعى دخول الشرطة العلمية على الخط، والتي اعتمدت على تقنية الحمض النووي للكشف عن هوية الضحايا.
وتسببت عملية اللجوء إلى تحليلات الحمض النووي، في تأخير عملية التعرف على الجثث، الشيء الذي أجج غضب عائلات الضحايا، والتي تعيش حالة من الصدمة الشديدة.
دموع الخطيب.. وتأثر الملك..
إلى ذلك، بدا الملك مُحمد السادس مُتأثرا عند أدائه صلاة الجُمعة، فيما لم يتمالك خطيب الجمعة، محمد الحسن الغربي، اليوم في صلاة الجمعة، بمسجد النصر بمدينة الرباط، نفسه حيث اغرورقت عيناه بالدمع، كما بدا صوته متأثرا ومختنقا، بعد أن أتى على ذكر ضحايا الحادثة.
ومن جهة أخرى، قال بلاغ للديوان الملكي، إن « الملك قرر التكفل شخصيا بلوازم نقل جثامين الضحايا ودفنهم، ومآتم عزائهم، وبعلاج المصابين »، في حين، أصدر تعليماته إلى السلطات المختصة، لتقديم كافة المساعدات اللازمة لأسر الضحايا الأبرياء، وإحاطتهم بالعناية الفائقة.
حصاد بمسرح الحادث..
وبتعليمات ملكية، انتقل بعد زوال اليوم الجمعة، محمد حصاد، وزير الداخلية، إلى مسرح الحادثة، مرفوقا بالمفتش العام للوقاية المدنية، الجنرال عبد الكريم اليعقوبي، وعامل إقليم طانطان، إلى جانب شخصيات مدنية وعسكرية.
وأوضح حصاد، أن ظروف الحادث لا يمكن كشفها الآن، ويتعين انتظار نتائج التحقيقات التي تجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، مؤكدا أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الحادث نتج عن وقوع اصطدام قوي بين الشاحنة والحافلة أدى إلى اندلاع النيران في مخزونات الوقود، مما زاد من خطورة الحادث.
وفي السياق نفسه، شدد الوزير على ضرورة توسيع الطريق الوطنية الرابطة بين مدينتي تزنيت والعيون حتى تكون مريحة للسائقين، مشيرا إلى أن وزارة التجهيز والنقل شرعت في هذه العملية التي ستشمل هذا العام (2015) حوالي 100 كلم، في انتظار إنجاز باقي الأشطر في الأعوام المقبلة.
الخلفي يُعزي..
وإلى ذلك، قام مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مساء اليوم الجمعة، بزيارة لعائلة الحسين رضيت، صحافي ونائب رئيس تحرير جريدة عيون الصحراء، الذي فقد زوجته في هذه الأحداث الأليمة.
ورافق الخلفي في زيارته هاته مندوبة وزارة الاتصال في العيون، ورئيس نادي الصحافة في الصحراء وأعضاء النادي، وتقدم الخلفي نيابة عن باقي أعضاء الحكومة بتعازيه الحارة، كما تمت قراءة الفاتحة والدعاء ترحما على أرواح ضحايا الفاجعة الأليمة للعائلة .
حداد شعبي..
وفي الوقت الذي لم تُعلن الحُكومة عن حداد وطني، اختار نُشطاء الموقع الاجتماعي « فيسبوك »، الدخول في حداد شعبي، إذ انتشرت عبارات الأسى والأسف، وصور الحداد على صفحات الموقع الأزرق.
ومن بين ما تداول نُشطاء الموقع الاجتماعي، صور بالأبيض والأسود لضحايا الفاجعة، إلى جانب مجموعة من الصور السوداء التي كُتب عليها عبارات من قبيل « حداد على أرواح فاجعة 10 أبريل 2015 إنا لله وإنا إليه راجعون ».
وفي السياق نفسه، أطلق فيسبوكيو المغرب هاشتاغ بعنوان #الحداد_الوطني_على_شهداء_حادثة_سير_طانطان، لمواساة عائلات الضحايا والتعبير عن غضبهم من التعامل الرسمي مع الفاجعة.
