-->

«ثلاثية الكلاب».. سخرية سوداء من سنوات الرصاص وواقع المغرب

07 مايو 2015 - 01:14

مشروع جديد كشفه المخرج الشاب هشام العسري لـ«أخبار اليوم»، يتعلق الأمر بثلاثية سينمائية عن الكلاب، تحكي بأسلوب السخرية السوداء عن سنوات الرصاص وعبثية الواقع المغربي في مختلف المجالات، السياسية والفنية وغيرها، حسب ما صرح به للجريدة المخرج الذي توج، قبل يومين، فيلمه الجديد «البحر من ورائكم» بالجائزة الكبرى في مهرجان مونتريال السينمائي بكندا.

فبعد فيلمه «هم الكلاب»، صور المخرج والسيناريست والروائي، هشام العسري، فيلمه «جوع كلبك»، الذي دخل مرحلة التوضيب، وهو رابع أعماله الروائية الطويلة، والجزء الثاني ضمن مشروع «ثلاثية الكلاب»، الذي سيرى النور قبل فيلمه الثالث الذي يحمل عنوان: «الجاهلية: هنا نغرق الكلاب» الذي أنهى تصويره أيضا خلال يناير الماضي.

وعن فيلم «جوع كلبك»، الجزء الثاني من الثلاثية المذكورة آنفا، أورد هشام العسري، في حديثه مع «أخبار اليوم»، أنه كتب له السيناريو سنة 2014 على شاكلة نص مسرحي، على مدى ثلاثة أسابيع متواصلة، في صيغة مشهد واحد على مساحة 70 صفحة، قبل إخراجه في حلته النهائية في إطارات ثابتة، بخلاف أفلامه السابقة التي تحركت فيها الكاميرا بشكل كبير، تبعا لقراءات النقاد.

ويحكي الفيلم عن الواقع المغربي، حيث اضمحلت القيم الإنسانية، وسادت العبثية في المجتمع الذي تخلى عن مبادئه، وتضخمت فيه ملامح الانتهازية، إلى أن وجدنا أنفسنا في النهاية «داخل حقبة تحمل كل ملامح الرداءة في كل المجالات، وصارت من مقومات الشهرة والنجومية»، بخلاف مراحل سابقة كانت أقسى سياسيا وحرية التعبير فيها محدودة، لكن كانت فيها النجاحات حقيقية ومبنية على أسس حقيقية وسليمة بخلاف اليوم.

ويقدم الفيلم شخصية رجل دولة يخرج من صمته الطويل ليقدم وجهات رأيه في ما يعيشه المغرب اليوم من أحداث وقضايا مختلفة، في مقارنة لصورة رجل الدولة ما بين سنوات السبعينات والثمانينات والهيبة التي كان يعيش في إطارها، ورجل الدولة اليوم الذي لم يعد يحظى بذرة وقار، وصارت القوة تقاس بمقدار الصراخ، بعيدا عن المنطق السليم.

ويعيش رجل الدولة مواقف أجبرته على القيام بأفعال قد لا تتماشى ومبادئه أو المبادئ الإنسانية في سبيل الوفاء لسياسة الدولة، ويجد التبريرات لنفسه بالقول إنه لم يقم بغير ما كان يجب القيام به لمصلحة الدولة والوطن.

ويؤدي دور رجل الدولة خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي الممثل بنعيسى الجيراري، الذي أكد هشام العسري أنه سيفاجئ الجمهور بتقديم وجه آخر من وجوه الممثل لديه، مبرزا إمكانات أخرى على النحو نفسه الذي فاجأ به حسن باديدة في «هم الكلاب»، ومالك أخميس في «البحر من ورائكم». وكشف هشام العسري أن اختياره لبنعيسى الجيراري جاء بعد لقائه به في سيتكوم «كنزة في الدوار»، وقال في هذا السياق: «لقائي ببنعيسى الجيراري في ‘‘كنزة في الدوار’’ أتاح لي فرصة اكتشافه عن قرب، وألهمني أن أكتب له شخصية تتعبه ويخرج عبرها عصارة ما لديه وما لم يكتشفه الجمهور بعد»، ويوضح العسري أن الممثل في حاجة إلى أدوار تتعبه لا إلى الأدوار التي ألف لعبها، ذلك أنه بداخل الفنان طاقات قد لا يكتشفها هو نفسه إن لم تقدم له أدوار صعبة أكبر مما يتوقعه.

وحول رؤيته لفكرة «الكاستينغ»، صرح هشام في حديثه مع « اليوم24» بأنه في اختياره لأبطال أفلامه لا يدخل الممثلين في تجارب أداء، ونادرا جدا ما يقوم بذلك، وإنما يعتمد على حدسه ورؤيته لممثل ما يكتشفه في لقاء معين، معتبرا أن «اختيار الممثل يشكل بالنسبة إلي 60 في المائة من نجاح العمل، لأني أمنحه مساحة شاسعة للتعبير هو من يتولى ملأها، وإن كان اختياري خاطئا فإني سأحكم على العمل بالفشل منذ البداية مهما اجتهدت مع الممثل في إدخاله في الشخصية».

ويشخص أدوار هذا العمل الجديد كل من الممثلة لطيفة أحرار وجليلة التلمسي وعادل أبا تراب، وآخرين.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي