-->

هم قادرون ... و نحن متفرجون ... فرحة فوز بالوكالة ...

26 مايو 2015 - 22:44

 

بعد فوز يسار اليونان سيريزا بالانتخابات التشريعية, ها هو اليسار الجديد الاسباني يحقق اختراقا مهما في الانتخابات البلدية و الجهوية. فبالرغم من إعلان حزب بوديموس (نحن قادرون) عدم المشاركة في البلديات و التركيز على تشريعيات نهاية السنة, فان مناضليه و مناصريه تقدموا بلوائح كان الفوز حليفها في العديدة من المدن.

هم قادرون …
عرفت اسبانيا سنة 2011 مظاهرات عديدة بأهم مدنها. خرج الشباب الاسباني و احتل اهم ساحات المدن و اسس لحركة « الساخطين » على الوضع الاقتصادي و الاجتماعي المتردي جراء الازمة الاقتصادية و سياسات التقشف التي اتت على مكتسبات الاسبانيين و احلام الشباب في العيش بكرامة و حرية.
الا ان الساسة الاسبان, رغم التعبير الشعبي عن هذا السخط, و تحت املاءات المؤسسات النقدية الدولية, استمروا في سن سياسات تقشفية أكثر صرامة, مما أدى إلى المزيد من تفقير الطبقات الدنيا و عطالة الشباب و توسع هوة الفوارق الاجتماعية. بالإضافة لذلك, عرفت اسبانيا في 4 سنوات الاخيرة مسلسلا من فضائح الفساد و الرشوة و استغلال النفوذ … شملت العديد من سياسيي الحزب الشعبي اليميني الحاكم و ايضا الحزب الاشتراكي المعارض.
في نفس الوقت, عمل بعض الشباب إلى نقل تجربة حركة « الساخطين » إلى العمل السياسي المنظم. فابتدأت حلقات نقاش بين مجموعة من الاساتذة الجامعيين و الطلبة الباحثين, و مجموعات يسارية مختلفة أفضت الى اطلاق حركة « نحن قادرون » أو بوديموس التي ستتحول سريعا إلى حزب سياسي استطاع أن يحقق نتائج مشرفة في الانتخابات الاوروبية.
يتميز بوديموس بخطاب سياسي سلس, مفهوم و قريب من هموم أغلبية الفئات الهشة في المجتمع الاسباني, و كذلك بزعماء شباب ذوي كاريزما مميزة و خطاب متناسق. و رغم قلة امكانيات الحزب الجديد و تحامل الصحافة الاسبانية تارة بتهميش الحزب إعلاميا و تارة بإثارة قضايا شخصية مختلقة لأعضائه, استطاع بوديموس الوصول إلى الفئات المستهدفة, خصوصا الشباب في المدن الكبرى.
و كما كان الحال في الانتقال الديمقراطي أواخر سبعينات القرن الماضي مع الموفيدا, شارك المثقفون و الفنانون في الحركة السياسية الجديدة. فالمرشحة التي يدعمها بوديموس في مدريد مثلا حصلت على دعم رسامين و نحاتين و عبر الالاف من الفنانين عن دعمهم لها و تصدرت صورها المرسومة زجاج سيارات الطاكسي و ششرفات المنازل …
و هكذا حقق بوديموس نصرا كبيرا في مدريد, بعد عقود من سيطرة الحزب الشعبي اليميني و كذلك في برشلونة متقدما على دعاة الانفصال في كاطالونيا, و أصبح يلعب دور الحكم في العديد من المدن و الجهات. كما تشير استطلاعات الرأي حصوله على رتبة متقدمة في تشريعيات نهاية السنة.
هم فعلا قادرون, قادرون على تحويل استياء شعبي و سخط شبابي إلى خطاب واقعي و مقنع … حصلوا به على قوة سياسية محترمة أنهت احتكار الحزبين الرئيسيين للسلطة في اسبانيا الحديثة. لا وجود للمستحيل مع الإرادة القوية.

و نحن متفرجون … فرحة فوز بالوكالة …
اليوم بوديموس باسبانيا و بالامس سيريزا باليونان, و قبل ذلك يسار أمريكا اللاتينية … تلكم دروس لشعب اليسار بالمغرب و بالمنطقة المغاربية عموما. عندنا بالمغرب, لسنا قادرين رغم أننا كنا « ساخطين ». نفرح لفوز قوة يسارية جديدة و ننتشي أملا و فرحا, ثم نعود لنبكي على الأطلال : تنظيمات يسارية مهترئة لا تقنع قياداتها حتى أقرب المقربين.
فهل سنكون يوما قادرين؟

المنسق الوطني لحركة أنفاس الديمقراطية

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي