رياضة رمضان.. أطباء يحذرون من الاجتفاف واضطرابات القلب

27 يونيو 2015 - 08:00

 

يوفر شهر رمضان المبارك الوقت المناسب لأغلبية الناس الذين ينخرطون في ممارسة الأنشطة الرياضية بجميع أنواعها بين خوض مباريات في كرة القدم، والجري، والمشي في الغابات والساحات الخضراء.
ويقبل الهواة والمحترفون، أو حتى مواطنون عاديون، بشكل لافت، على ممارسة الرياضة وهم صيام، خاصة في فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة.
غير أن سؤالا يطرح نفسه بقوة وهو ما إذا كانت ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان المبارك تقدم أي فائدة صحية، أو على العكس من ذلك، تشكل خطرا، على الأشخاص الذين يمارسونها. وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور أمين الدغمي، المتخصص في علم وظائف الأعضاء وعلم الأمراض الرياضية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الصوم إضافة إلى جانبه الديني يساعد الجسم على التخلص من السموم وتحويلها إلى مواد مفيدة، كما يسمح بإزالة المخلفات المتدفقة مع الدم، مضيفا أن «هذا يعني أن الجسم سيستخدم طاقة إضافية للقيام بعملية التنقية، وبالتالي فإن الممارسة الرياضية هي جهد إضافي»، محذرا في الوقت ذاته من أن الضغط المكثف قد يشكل خطرا حقيقيا على الصحة.
وأشار الدكتور الدغمي إلى أن أفضل شيء بالنسبة للهواة هو القيام بحصص رياضية ما بين ساعتين وثلاث ساعات بعد الإفطار، أو ساعة واحدة قبله، وذلك لتجنب الإجهاد الشديد وتعريض صحة الشخص الممارس للخطر، بما في ذلك مخاطر الجفاف، نقص السكر في الدم أو اضطرابات القلب.
وبالنسبة للمحترفين، فينصح الدكتور الدغمي، وهو أيضا رئيس القسم الطبي بنادي اتحاد الفتح الرياضي، بممارسة الرياضة، لكن مع ضرورة تخفيض الإيقاع، فخلال فترة الصوم يتوجب على الممارس القيام بجهد معتدل جدا، بين 40 دقيقة وساعة واحدة، وعدم الدخول في منافسة عالية المستوى وخوض الحصص التدريبية بعد الإفطار لمدة تتراوح ما بين ساعتين وثلاث ساعات.
أما الدكتور عبد الرحيم مرزوق، الاختصاصي في أمراض القلب، فيؤكد من جهته، على أن ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان «يجب أن تكون معتدلة، وفي بيئة جيدة التهوية بشكل يمنع فشل الجهاز التنفسي، التي قد يكون لها عواقب وخيمة»، مشددا على ضرورة تفادي الرياضات العنيفة.
ووفقا للدكتور مرزوق، فلا يزال نقص السكر في الدم يشكل أكبر المخاطر التي يجب توخي الحذر منه عند ممارسة الرياضة خلال هذا الشهر المبارك.
ويتفق كل من المتخصصين على أن الرياضة خلال شهر رمضان يجب أن تمارس بشكل معتدل ولفترات محدودة وعلى أوقات محددة، لتجنب أي مضاعفات، ويؤكدان أيضا على ضرورة أن يكون النظام الغذائي صحي ومتوازن ومتنوع.
من جانبه يرى لحسن الهلالي، رئيس اللجنة الاحترافية المغربية لرياضة الكيك بوكسينغ، أنه «من المستحسن للرياضيين المحترفين الحد من ساعات الرياضة في هذا الشهر، وتخفيض الإيقاع بمعدل 50 بالمائة، مع الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى التغذية الجيدة «.
وحسب زهير الزهراني، (مواطن) فإن ممارسة جميع الألعاب الرياضية في شهر رمضان يشكل فرصة مثالية بالنسبة للممارسين الهواة، وأن ممارسة الرياضة خلال هذا الشهر الفضيل تبقى مفيدة للصحة طالما أن الممارس يسير وفقا لقدراته، مضيفا:»على الرغم من أنني لست من المهتمين بممارسة الرياضة بشكل عام، إلا أنني أحب القيام ببعض التمارين الرياضية خلال هذا الشهر المبارك حتى أتخلص من التوتر».

.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي