التحقيق مع مستخدمين سابقين في شركة تبيع برامج تجسس للمغرب

14 يوليو 2015 - 23:58

شكلت قضية قرصنة الشركة الإيطالية « هاكينغ تيم  » ضربة قوية لأنظمة المراقبة والتجسس في العديد من الدول التي تستخدم برامج الشركة الإيطالية والتي يعد المغرب من بينها ، إذ إستطاع قراصنة السطو على حساب موقع تويتر لمؤسسة « هاكينغ تيم  » ونشر وثائق سرية من خلاله
ولم تكن قضية تسريب الوثائق السرية للشركة الإيطالية لتمر دون أن تحدث الضوضاء في كل العالم بالنظر إلى خطورة الوثائق المسربة،  كما في إيطاليا بحكم كون الشركة مرتبطة بسمعة البلد كما أن عقودا تجمعها مع مؤسسات سيادية إيطالية كجهاز الإستخبارات والبريد وغيرها من المؤسسات التي تتعامل معها.
وفي هذا الإطار فتحت محكمة ميلانو تحقيقا في قضية تعرض « هاكينغ تيم  » للقرصنة وشرعت في الإستماع إلى مستخدمين سابقين سبق وأن إشتغلوا بالشركة،  كما يجري الإستماع إلى مستشارين سابقين تعاونوا معها أيضا،  وتبني المحكمة تحقيقاتها على فرضيات من بينها كون الهجوم نفذه شخص أو أشخاص بتعاون وتأطير من احد الذين يعرفون جيدا البيت الداخلي للشركة المختَرقة.

وكان أول من إستمع إليه قاضي محكمة ميلانو اليوم (الثلاثاء ) أيضا دافيد فيتشينتي أحد مؤسسي « هاكينغ تيم » وذلك في جلسة إمتدت لأكثر من اربع ساعات.
هذا ومن بين الأشخاص الذين اشتغلوا في فترات سابقة في الشركة وسيتم الإستماع إليهم مواطن إيطالي يدعى كويدو لاند،  بالإضافة  إلى مواطن لبناني يدعى مصطفى معناّ .هذان الأخيران تتهمهما الشركة الإيطالية ومنذ 2014 باستعمال منتوجاتها والإحتفاظ باقنان سرية تمكنهم من ولوج تطبيقاتها رغم مغادرتهم العمل بها .
وتجدر الإشارة إلى ان قراصنة قاموا بالإستيلاء على ملفات بمقدار 100 جغابايت تحتوي في أغلبها إيمايلات سرية وصور وفاتورات بالإضافة إلى وثائق عامة من أرشيف عملاق برامج التجسس الذي يوجد مقره الإجتماعي بميلانو.ملفات ضخمة لم تملك الشركة أمامها إلا الإعتراف بتعرضها لأكبر قرصنة من نوعها وصرحت بذلك رسميا،  كما انها حذرت جميع زبنائها من مغبة الإستمرار في إستعمال برامجها في صيغتها الحالية كما دعتهم إلى تجميد هذا الإستعمال في إنتظار تحديثها.
وزرعت قضية قرصنة برامج « هاكينغ تيم  » هلعا في أجهزة سرية لعديد من دول العالم وذلك خوفا من تمكن جماعات إرهابية من السيطرة على المعلومات التي بحوزتها واستعمالها لتوجيه ضربات لهذه الدول .
على أن دافيد فيتشينتي أحد مؤسسي الشركة طمأن اليوم الجميع وصرح لجريدة لاريبوبليكا الإيطالية أن النظام الخاص بالتجسس ومتابعة الحركات المتطرفة والجماعات الإرهابية لم يتم المس به،  كما قال بان طاقمه على وشك السيطرة على الوضع،  وبان كل البرامج سيتم تحديثها وتحصينها لتعود وتصلح للإستعمال في أقرب الآجال .كما أكد المسؤول ذاته أن الشركة أخبرت الزبناء ومن بينهم المغرب بما يجب القيام به حتى تتم السيطرة على الوضع مع أول تحديث سيتم القيام به.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي