رحالة مغربي: رحلتي لأفريقيا كانت للسلام وبعض الدول اتهمتني أني إرهابي!

31 يوليو 2015 - 11:22

عثمان الزولاتي، شاب من مواليد عام 1994 في مدينة الجديدة، مهووس بالمغامرة والسفر والرياضة منذ صغر سنه، وكان أول شيء قد قام به بعد حصوله على دبلوم تقني عال من المدرسة العليا للتكنولوجيا في آسفي، هو السفر إلى أدغال إفريقيا مشيا على الأقدام.

ويكشف عثمان في حواره مع « اليوم 24 » مغامرته في الدول الإفريقية (موريتانيا، والسنغال، وغامبيا، ومالي وساحل العاج )، التي زارها، وكل ما صادفه في طريقه دون أن يكون في حاجة لأي اعتماد مالي.

 

.ما السبب الذي جعلك تفكر في القيام بالرحلة إلى إفريقيا؟

بعدما أنهيت دراستي قررت أن أبدأ دراسة أخرى ،ألا وهي الحياة، فرحلتي إلى إفريقيا علمتني كثيرا من الأشياء، التي لم أكن استطيع تعلمها في الحياة العادية، وأيضا لأني كنت أرغب في الخروج من حياة الإنسان الذي يعيش في وسط المدينة وفقا لبرنامج حياتي يفرضه عليه المجتمع، لا أستطيع فيه التعبير أو الإبداع، بالإضافة إلى أني كنت مهووسا بالتعرف على أفكار أشخاص مختلفين تماما علينا، على الرغم من أن قارة واحدة تجمعنا.

. كم استغرقت مدة الرحلة؟

الرحلة استغرقت نحو ستة أشهر، وبدأتها من مدينتي الجديدة ثم موريتانيا، والسنغال، وغامبيا، ومالي، ثم ساحل العاج

كيف كان مسار الرحلة؟

طويل ومتعب، ولكن استقبالي بابتسامة من أشخاص لا أعرفهم، ولا تربطني بهم أي صلة، يجعلني أنسى التعب نهائيا.

هل وجدت أي صعوبات خلال الرحلة؟

نعم في بعض الأحيان، مثلا عند وصولي إلى الحدود في مالي وجدت مشاكل كثيرة بسبب اتهامي أني إرهابي، كما أني قضيت في الكوت ديفوار ليلة في مركز الشرطة من أجل التحقيق في هويتي، وكانت ليلة لا تنسى مع مجرمين في مخفر الشرطة، ولا أزال إلى اليوم في  الكوت ديفوار أنتظر الحصول على بعض التأشيرات، من أجل إتمام رحلتي إلى غانا، والتوغو، والبنين، وجنوب إفريقيا.

هل كان لدى الأسرة اعتراض على الرحلة؟

بالفعل، فأي أسرة مغربية لا يمكن أن تسمح لابنها في العشرينات من عمره، أن يخرج في جولة طويلة مثل هذه، فالخوف من المستقبل يكون دائما عائقا أمام أحلام ورغبات الأبناء، لكن في الأخير استطعت إقناعهم وبدأت رحلتي بعد رضاهم وموافقتهم.

هل سمحت لك الدولة بالقيام بهذه الرحلة، وهل ساعدتك في ذلك؟

لم أجد أي مشاكل من الدولة، فهي تحب أن يحمل علمها في جميع الدول الإفريقية، لكن للأسف لم تقدم لي أي مساعدة ولو بوثيقة بسيطة تثبت أني في مهمة من أجل السلام، لكي لا أجد صعوبات في دول أخرى.

ما الذي تعلمته من رحلتك إلى أدغال إفريقيا؟

أهم ما تعلمته من سكان البلدان التي زرتها الاعتماد على النفس، حيث عاينتُ كيف أن جميع أفراد العائلة يشتغلون من أجل توفير لقمة العيش، فالأب يخرج للصيد في الوادي، والأم تطبخ وتتكفل بأمور البيت، بينما تتولى البنات جلب الماء، والأولاد يصنعون الفحم الحجري من الشجر أو « القفة » من النخل كي يبيعونها، كلٌ يشتغل ولا ينتظر من الدولة أو أي جهة أن تعطيه شيئاً، وفي المساء يتجمّعون قرب النار ويقضون لحظات مرحة، لقد تعلمت معنى السعادة.

كلمات دلالية

افريقية
شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي