جائزة «إج نوبل»!

06 أكتوبر 2015 - 23:54

واللهِ، العَالَمُ ظَالِمٌ، نحن أولى من غيرنا بالفوز بهذه الجائزة، إن كان حظنا سيء في استحقاق جائزة نوبل الجادة، فالأولى أن تُلفِتَ حماقاتنا أنظار الجهة المانحة كي تنصفنا.
وللتذكير فقط، فإن جائزة «إج نوبل» تخصص لأكثر الأفكار والأبحاث حماقة وعدم نفع للبشر، وتغطي عشر مجالات مختلفة، وتشبه احتفالية مراسيم منحها تلك التي تحيط بجائزة نوبل الأصلية داخل جامعة هافارد الأمريكية بحضور 1200 عضو في جو فكاهي رائق. أمّا هدفها، فهو توجيه الباحثين الوجهة الصحيحة، واستبعاد صرف الجهد والمال في مالا فائدة فيه، فهي تُمنح للأبحاث الفاشلة الخالية من الهدف!
هُمْ مَنَحُوهَا للفريق الأسترالي الذي اخترع كيفية سحب الخرفان من سطوح المنازل والعمارات، وللهندي الذي لازال يقاضي دولته كي تعتبره حيّا يرزق، وللفريق السويدي الذي أكد أن الدجاج مثل الإنسان يفضل الإنسان جميل الصورة، وللفريق البريطاني الذي أثبت أن أدمغة سائقي سيارات الأجرة أكثر من غيرها تركيزا.
هذه العروض، لا تضاهي قدر أنملة ما نقوم به نحن:
ـ مَنْ سِوَانَا أَحْيَى الموتى فأدلوا بأصواتهم في الانتخابات؟!
ـ منْ سِوَانَا، وضع آنية الكسكس «الكَسْكَاس» فوق السطوح لجَلب القنوات الأجنبية؟!
ـ من سِوَانَا يَضْغَطُ على شفَتَيْهِ لإحداث صوت يشبه صوت شِجار طيُور الحَسُّونِ لإيقاعها في المصيدة.
من سوانَا لبِسَ ريش النعامة لاصطيادها.
ـ مِنْ سِوَانَا غيّر ألوان جلد البغال والحمير أثناء البيع!؟
ـ مَنْ قَضَى على الزَّواحف السَّامة، فَسَلَقَ البيْضَ، وقدمه للأفاعي، حتى إذا ازدردته عجزت عن تَكِسيره دَاخِلَ بُلْعُومِها فَمَاتت اخْتِناقًا!!
ـ من أرقص الدِّيكَةَ على صفيح ساخن لإيهام المشتري الأجنبي أنها تفهم في الموسيقى والرقص!!
ـ من اعتمد الأحجبة والتعاويذ والخرافة في علاج الأمراض المستعصية وإدراك المناصب العليا !!
ـ من فسر لنا «قَوْسَ قُزَحِ» بأنه حزام للافاطمة الزهراء بنت الرسول «ص»؟
ـ من اعتبر هطول المطر مع وجود الشمس وَصْلَةً إشهارية لِعُرْسِ الذِّئَاب؟!
الذي يستحق جائزة «إج نوبل» ولم يبلغ إلى علم الجهة المانحة هو:
ـ ذلك الذي اقترح أن نتكلم لغة الشارع في مدارسنا!
ـ وأن نَرْطَنَ بأكثر من لهجة في آن واحد وبصفة رسمية!
ـ ذلك الذي دّك المرفق العمومي في التعليم والصحة لإغناء المقاولين!
ـ ذلك الذي صنع الوديان والحدائق بالساحات العمومية لتختفي بمجرد مرور المواكب الرسمية وتَعُودَ إلى أماكنها الطبيعية!
لو زار البروفيسور أبراهامز، عالم الرياضيات ورئيس مجلة سجلات الأبحاث غير المفيدة، «جَامْع الفنا» بمراكش، أو «دَرْب غلف» بالدار البيضاء وَوَقَفَ على اختراعاتنا التي تتفق مع شروط منح جائزته، سَيَرَى «جينفير لوبيز» ترقص على نَغَماتِ العيطة، ويرى لُيونَاردُو دِيكَابرِيُو يتكلم بالأمازيغية، ومستقبل البشر تتحكم فيه لعبة الورق، ولمَنَحْنَا الجائزة فورا.
لَنَا ما يبرر حقنا المشروع في الظفر بجائزة «إج نوبل»، فمشاريعنا عديمة النفع كثيرة، وإثبات ضياع الجهد والمال فيها هَيِّنٌ. مَا نحن في حاجة مَاسَةٍ إليه هو دبلوماسية موازية تربط شبكة اختراعاتنا بجامعة هارفارد الأمريكية، فلو عَلِمَت بها، لتأكد لها باليَقِينِ التام، أن هذه الجائزة لم تُحْدَثْ إِلاَّ لنا. ألم يقل شاعرنا:
ألاَ لاَ يَجْهَلنّ أَحد عَلَيْنَا
فَنَجْهل فَوْق جَهل الجَاهلينَا
وَمَا ضَاع حق من ورائه أَحْمَق!!

 رشيد مشقاقة
رئيس المنتدى المغربي للقضاة الباحثين
[email protected]

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي