-->

مبديع: الوظيفة العمومية ستصبح كالقطاع الخاص

14 أكتوبر 2015 - 01:15

أعلن محمد مبديع، الوزير المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، عن خططه لتحويل الموظفين لدى الدولة إلى «جيش فعال» عبر قوانين تقترب بهم إلى طريقة تدبير العاملين في القطاع الخاص.

وفي ندوة صحافية على هامش المنتدى الإفريقي الـ11 حول تحديث المرافق العمومية ومؤسسات الدولة، الذي بدأت أشغاله اول امس الاثنين بمراكش، قدم مبديع أولى تصوراته لجعل الولوج إلى الوظيفة العمومية كليا عبر عقود مشابهة لما هو معمول به في القطاع الخاص، وفرض إجراءات جديدة على الموظفين الحاليين كالانتقال من منطقة إلى أخرى حسب الحاجيات، بدون طلب أو رغبة من الموظفين، وتشكيل لجنة عليا لحسم تفاصيلها.
وأعرب مبديع عن قلقه من طريقة تفكير الموظفين العموميين، وقال: «إن الكثير من الموظفين ينظرون إلى الإدارة وكأنها ملجأ لتقاسم الثروة بينهم وبين الدولة، ولذلك فهم لا يعملون شيئا في وظائفهم لأنهم يعتقدون أن مناصبهم نوع من أنواع التضامن. ولذلك، فإن الكثير من الناس يفعلون ما بجهدهم لنيل وظيفة عمومية، لأنها في اعتقادهم، رزق مؤمن بغض النظر ما إن عملوا أم لم يعملوا. لكن مبديع توعد بأن «هذه الفكرة سيُقضى عليها، ولا يمكن تحويل الوظيفة العمومية إلى ريع».
وأشار إلى أن الموظف العمومي لم يكن مكترثا بالإنتاجية، وقد يكون هذا المفهوم غريبا عنه، و»قد لاحظنا أن العلاقة بين المسيرين للإدارة العمومية والموظفين لا تتسم بأي نوع من أنواع الفعالية وتقييم المردودية، ولم تكن لدى الآمر بالصرف أي آلية لتتبع تقييم الموظفين لأن المسؤولين عن الموظفين في الإدارات العمومية يميلون إلى تقييم أداء موظفيهم بطريقة كاريكاتورية فيمنحون الجميع درجات متساوية، فيصبح الموظف النشيط، مثله مثل ذاك الذي بالكاد يعلق بذلته في مكتبه ثم يغادر تاركا المواطنين في الطابور». ثم إن مبديع يلاحظ أن قطاع الوظيفة العمومية تأكله نسب الأطر /les Cadres/، ويشير إلى أن «65 في المائة من الموظفين من الأطر، وهذه نسب غير صحية، لأن الأمر لا يتعلق بأطر حقيقيين، بل فقط، بموظفين عاديين حصلوا على ترقيات بالأقدمية، ويثقلون ميزانية الدولة بأجورهم، بالرغم من أن العمل الذي يقومون به وهم أطر، هو نفسه الذي كانوا يقومون به حينما ولجوا الوظيفة العمومية».
وكشف مبديع عن خطط حكومية لوقف الاختلالات الكبيرة في قطاع الوظيفة العمومية، وقال «سنصدر قانونا يلزم الآمر بالصرف بتجديد لوائح تتبع الموظفين كل 6 شهور أو عام على أقصى تقدير، حتى يكون بمقدوره تحديد استحقاق الأجر، وسندعم هذه الإجراءات بقواعد جديدة لضبط وتقييم الموظفين». لكنه أوضح أن هذه العملية كانت ستكون أخف على وزارته لو كانت مؤسسات الرقابة تراقب تطور كتل الأجور في الإدارات، ويقول: «كان بودي أن أرى تقارير مؤسسات الرقابة وهي تضع تقييماتها عما إن كانت كتل الأجور في بعض الإدارات معقولة، وما إن كان هناك تبديد للأموال العمومية في توظيفات غير ضرورية.. لم أقرأ في تقرير أن مؤسسة رقابية قالت إن موظفيها أجروا تفتيشا في إدارة ووجدوا أن عدد الموظفين الموجودين يطابق عدد الموظفين المصرح بهم. في حربي على الموظفين الأشباح، كان بإمكان مثل هذه التقارير لو صدرت، أن تساعدني على تعزيز موقفي، ودعم تصوراتي، لكن لم يحدث ذلك، وكأنه ليس تبديدا للمال العام».
ولا يدعم مبديع في كل الأحوال القول بوجود تضخم في عدد الموظفين بالإدارات العمومية، وما يؤكد عليه هو أن «المشكلة الحقيقية توجد في طريقة تدبير جيش الموظفين عندنا»، وكما يقول، فإن: «عدد الموظفين العموميين غير كاف لتدبير المرفق العام، لكنني لاحظت في هذه الفترة، وجود عيوب كبيرة في تدبير هذه الموارد، وقد تخلصت من 1600 موظف شبح طيلة سنتين، وهذا رقم مهم على كل حال، بيد أني حينما أطلع على توزيع الوظائف في الخريطة، أجد مناطق متخمة بالموظفين، إضافة إلى أنهم زائدون عن الحاجة، فيما مناطق أخرى تعاني من نقص الموظفين.. لقد حدثت توظيفات سياسية فيما مضى، وغيّرت كليا طريقة تدبير الموارد البشرية، غير أني أتيت بمشروع جديد لوقف النزيف».
ومن بين الخطوط العريضة لهذا المشروع، بحسب ما يكشف عنه مبديع، تشكيل لجنة عليا على مستوى رئاسة الحكومة لتدبير حركية الموظفين العموميين. كيف ذلك؟ بتطبيق الانتقال القسري، ويشرح: «لم تكن الكثير من الإدارات تفرض على موظفيها الانتقال من مكان إلى آخر. وأصبح الموظفون يؤمنون بأن لا أحد يمكنه زحزحتهم من المكاتب التي عينوا بها أول مرة إلا أن كانوا هم من يطلون ذلك.. لكن هذا سيتغير الآن. سأطبق الانتقال غير الإرادي عليهم، وحتى وإن كنت أعرف أنهم سيعارضون الأمر، إلا أن الإدارة لن ترضخ لهم، وعلى كل حال، سنقدم لهم منحا تشجيعية لتمكينهم من تغيير المناطق بسلاسة».
وعلاوة على إجبار الموظفين على الانتقال، فإن مبديع سيعلن، أيضا، عن قرب تنفيذ تصور جديد بشأن الوظيفة العمومية «لا يوظف فيه أحد في الوظيفة العامة إلا بواسطة عقد أو تعاقد.. وستصبح الوظيفة حينها مثلها مثل العمل في القطاع الخاص، أي أن مستقبلها ومسارها مرتبط بمردودية الموظف». ويَستثني مبديع من هذه العملية موظفي الشرطة والدرك وكافة مؤسسات الأمن.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

المنصور زكريا منذ 8 سنوات

انا ساحدتكم عن المردودية في القطاع العام. تعلمون جيدا ان بعد كل ست سنوات تفتح مباريات المهنية حسب تخصص كل موضف الهدف من هده المباريات هو تحسين مردودية الموضف بعد نجاحه في المباراة التي يمتحنها حسب تخصصه و اطاره لكن الغريب في الامر انه الغو قضية التخصص في الامتحانات اصبح الكل يجتاز امتحان واحد ادبي. قلولي من فضلكم كيف لهدا الامتحان ان يرفع من مردودية الموضف كالتقنيين والمهندسين متلا واكيد ان هدا النوع من الامتحانات ممكن التلاعب بنتائجها لانها ادبية.

هبة بن طيب منذ 8 سنوات

حقا وزير مبدع ،في تصوير الموظف وكأنه ليس بشرا بل هو لعبة كارتونية لقد جرده من كافة حقوقه كإنسان يتحدث عن شيء لا عن بشر ،أراه وزير دكتاتوريا لا يتصف ولا بالقليل من الديمقراطية ،كيف يفرض على الموظف الانتقال القصري .؟ هل هذا الموظف خال من مشاكل اجتماعية ومن أمراض مزمنة ؟وكيف هي حالته المادية ؟ لا أفهم هذا الوزير أين يعيش ؟هل يعيش في الوسط الاجتماعي المغربي أو بعيدا عنه ؟أو فئة الموظفين أصبحت عدوا لدودا لهذه الحكومة كل ما تأتي به من إصلاحات تنكب على رؤوس الموظفين .دائما نتسائل لماذا لا يبدء بالاصلاح من الأعلى من فئة الوزراء والبرلمانيين لماذا لا يقلص عدد الوزراء ويخفض من رواتبهم لمذا يعطى لهم التقاعد وكذلك البرلمانيون لماذا لا يعاد النظر في رواتبهم وماذا عن التهرب من الضرائب ولماذا لا يتابع الفاسدين الذين اختلسوا أموال الدولة؟ أين ذهبت مساهمات الموظفين في صندوق التقاعد ومن المسؤول عن إفراغ صندوق التقاعد؟ لماذا لا يطبق قانون ربط المسؤولية بالمحاسبة بالنسبة للمسؤولين الكبار. كفى ابداعا يا وزير مبدع .وفعلا كما يقول المثل إذا أسندت الأمور لغير أهلها فانتظر الساعة.

حميد منذ 8 سنوات

اشاطرك الرأي

موظف منذ 8 سنوات

وهل الموظف يتقاضى مثل اجرة عامل في القطاع الخاص لكي نطبق عليه ذلك ؟

samir منذ 8 سنوات

في الحقيقة منطقي لان بعض الموضفين يعتبرون انفسهم ملوك ياتي الى العمل متى يشاء ويذهب متى يشاء او تجده يتحدث في الهاتف ولا يبالي بمن ينتضره

بنكيران منذ 8 سنوات

للجيب مبدع عن كيفية وصوله لمنصب الوزير وليكن صادقا ولو لأول مرة في حياته

خرافي منذ 8 سنوات

احذروا هذا الوزير سوف لن يكمل ولايته متله متل الكروج يسابق الزمن حتى طار وداعا أيها المبدع

ahmed منذ 8 سنوات

Monsieur le ministre pourrait-il nous rappeler son diplôme initial?

عمار منذ 8 سنوات

تصريحات خطيرة وطبية من مسؤول كبير، وداعا يا وطني العزيز

hanane منذ 8 سنوات

سبحان الله تيشوفو غير الموظفين الصغار اللي لا يتجاوز دخله الشهري 2000 الى 2500 درهم في الشهر ولي تيخدمو اكتر من الموظفين الاطر يلعبو بيهم كيف الكراكيز واصحاب المكاتب الكبرى والاجر المرتفع واللي هما لي تيخويو خزينة الدولة مكاينش لي يهضر معاهم .اتقو الله يا عباد الله اوبداو براسكم هو الاول عاد شوفو الموظفين الصغار اللي ماليهم لا حول ولا قوة

safa منذ 8 سنوات

الله يبشرك بالخير يا سيد الوزير نحن نعاني في القطاع الخاص و نأمل في الحصول على وظيفة نعمل فيها بجد مع ضمان حقوقنا و مستقبلنا وأنت تريد أن الوظيفة العمومية تصبح كالقطاع الخاص ليمتص دمنا أكثر مع الخوف من انتهاء التعاقد في أي لحظة والقضاء علينا وعلى التزاماتنا مع عائلتنا. اتخذ إجراءات زجرية مع الموظفين الذين لا يعملون وكفانا ما نعانيه في القطاع الخاص.

Marocain منذ 8 سنوات

Monsieur le Ministre, et si personne ne travaille plus pour l'Etat y compris vous-mêmes les ministres? Ce sera une bonne idée qu'une société privée gère le Maroc, cela donnera de bons résultats mieux que les vôtres et avec un salaire 100 fois plus bas que le vôtre et sans retraite. Une belle idée, n'est-ce pas?

Harry منذ 8 سنوات

لرافوووو السي مبدع والله انك مبدع حقا ألانه هناك موظفون يعتبرون ان تلك المكاتب ورثوها عن اجدادهم

mustapha منذ 8 سنوات

الدوام لله والرزق من الله .والحق حق والديمأغوجية لا تنفع.وسياستكم ستفضحكم قريبا.صعدتم إلى مراكز القرار بواسطة ذلك المواطن الذي هو موظف يعيل اسرة .نعم للمراقبة والتتبع نعم للمردودية لا للموظفين الاشباح ولا لﻹنتقأل القصري.فاين هي حقوق الموظف وماهو دور النقابات.كلام في كلام .

outsider منذ 8 سنوات

مبديع: الوظيفة العمومية ستصبح كالقطاع الخاص...أم أن القطاع الخاص سيصبح كالوظيفة العمومية...لماذا لايصبح تقاعد واجور الوزراء امثالك كأجور وتقاعد الموظفين البسطاء؟ لماذا لا نجعل من تلك الوظيفة التي تمارسها كمكلف بوزارة وانت تتقاضى منها راتب سمين وتقاعد مريح لماذا لانجعلها كالقطاع الخاص وتكون انت مجرد كونتراليي ..

متتبع غيور على وطنه منذ 8 سنوات

نثمن هذه الاجراءات لان من شأنها ان تنفض غبار الكسل عن موظفي القطاع العمومي لكن نتمنى صادقين ان يشمل اصلاحكم هذا كبار الموظفين الذين لا يفتحون مكاتبهم اصلا و ان يشمل ايضا نوام مجلس الامة الذين يتقاضون اجورا خيالية و لايحضرون جلسات المجلس على علاتها ،نتمنى الا يكون هذا الاصلاح انتقائيا كماهو حال عدالتنا التي تتعامل بصرامة مع الصغار و وتغض الطرف عمن هم في اعلى السلسلة الغذائية

عبدو منذ 8 سنوات

عجبا هدا الوزير فعلا مبدع في كل مرة يطل علينا باطلالة جدبدة وكأن هدا الموظف البسيط هو رأس كل الفتن يجب التضحية به دون ادنى اعتبار لظروفه العائلية والاجتماعية .تأملوا جيدا في التنقيل القسري وكأن هدا الموظف عبارة عن كركوز تحركه الادارة اينما شاءت وحيثما شاءت..المهم ادا اسندت الامور الى غير اهلها فانتظر مثل هده الافكار التي تنظر الى الموظف وكانه عدو يجب محاربته بشتى الطرق

Marocain pur et dur منذ 8 سنوات

Il faut aussi demander au peuple marocain par référendum si les ministres, les parlementaires et autres haut fonctionnaires de l'Etat devraient être payés et avoir une retraite... Je suis sûr que tous les Marocains sont contre. Enfin, il faut aussi que tous les ministres donnent des comptes à la fin de leur mandats... La vraie question qui se pose: a-t on vraiment besoin des ministres au Maroc? Certainement pas. Dégage! Le Maroc n'est pas le jardin de ton papa!

التالي