حاول السفير الأمريكي في المغرب، « دوايت بوش »، صباح اليوم الجمعة، التهرب من الإجابة عن سؤال وجهته إليه « اليوم 24″، خلال ندوة صحافية عقدها بكلية العلوم والتقنيات في مراكش، حول المواقف الدبلوماسية الأخيرة لحكومة بلده، والتقارير الرسمية، الصادرة عنها، أخيرا، والمناوئة للمغرب في قضية أقاليمه الصحراوية، قائلا: « الولايات المتحدة الأمريكية ترتبط بعلاقات قوية ومتينة مع المغرب في الحاضر كما في المستقبل، وخير دليل على ذلك حضوري اليوم معكم في مراكش لافتتاح مركز تسهيل تشغيل الشباب المغاربة، وهو أول مركز يجري افتتاحه بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، خارج بلدنا ».
من جهته، دعا لحسن الدوادي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، الشباب المغاربة إلى الإقبال على تعلم اللغة الإنجليزية، واصفا إيّاها بـ »لغة العلم، مستطردا أن العربية عندما كانت بدورها لغة علم، كان حتى رجال الدين الغربيون يقبلون على تعلمها.
ودعا الدوادي، أيضا، إلى تعلم اللغة الصينية، مشدّدا على أن المغرب بلد منفتح، ومندمج في العولمة، ولا يمكنه أن ينعزل عن الآخر، ولذلك قال إن على طلبته أن يقبلوا على تعلم اللغات الحيّة، وينافسوا الطلبة الأمريكيين، والصينيين، والكوريين.
وأكد الدوادي أن « بوليتكنيك » مراكش سيتم إطلاقها قريبا، عبر تجميع الكليتين التقنيتين المتوفرتين حاليا في المدينة، واللتين أوضح أنهما سيشكلان نواة أولية لهذه الجامعة، التي قال إن من شأنها أن تساهم في تكوين المهندسين، والتقنيين ووضعهم رهن إشارة الاستثمارات الوطنية والأجنبية. وخلص إلى أن مصير المغرب مرتبط بمصير الطالب المغربي، وأن تنمية جهة مراكش ـ آسفي، تحديدا، مرتبطة بشكل أساسي بجامعة القاضي عيّاض.
ويشار إلى أن مساهمة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إطلاق مركز تسهيل تشغيل الشباب في مراكش، يأتي في سيّاق إحداث ستة مراكز بالمغرب، بكل من مراكش، والدارالبيضاء، وطنجة، في إطار برنامج شراكة تربطها مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، عبر ثلاث جامعات، وكذا مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، من خلال اتفاقيات شراكة مع ثلاثة مراكز للتكوين المهني، وهو ما سيمكن من دعم تشغيل 100.000 شابة وشاب مغربي في أفق عام 2019، بينما تؤكد الاحصائيات الرسمية أن نسبة البطالة بين حاملي الشهادات الجامعية تتجاوز 20 في المائة في المغرب، في حين لا تبلغ سوى 4.6 في المائة في صفوف من لا يتوفرون على أي شهادة.
وسيقوم المركز المحدث بكلية العلوم والتقنيات في مراكش بمساعدة الشباب، في الانتقال من مرحلة التكوين إلى التشغيل، وذلك من خلال تقديم خدمات تتعلق بتقييم التوجيه، وتلقينهم دروسا في التأهيل لولوج سوق الشغل، واكتساب المهارات في التقنية، وربط الاتصال مع المشغلين، من خلال إجراء تدريبات، والانخراط في أنشطة المقاولة.
وسيشكل المركز فضاءً للتواصل بين جميع الفاعلين في سوق الشغل، من قطاع عام، ومقاولات، ومراكز تكوين، ووكالات تشغيل، وجمعيات المقاولات وفيدرالياتها، إذ أصبح بإمكان الشباب المغاربة الاستفادة من خدمات المركز، عبر الموقع الإلكتروني، الذي أطلق بشكل رسمي ابتداءً من، أمس الجمعة.
