في أغرب بيان يمكن أن يصدره حزب سياسي، هو ذلك الذي وقعه الاتحاد الدستوري، اليوم الخميس، وجاء فيه « يتضح من خلال المشاورات الأخيرة التي أجراها السيد رئيس الحكومة المكلف، أن العرض المقدم يروم تشكيل حكومة جديدة انطلاقاً من الأغلبية السابقة، وأن مقاربة من هذا النوع، وأيا كانت دواعيها وخلفياتها، تفتقد إلى بعض عناصر العقلانية، ذلك أنها مقاربة تتجاهل بعض المستجدات الحزبية ».
واعتبر حزب ساجد في بلاغه، أن قرار تشكيل الحكومة من الأغلبية السابقة، « لا يأخذ في الاعتبار البعد الواقعي للأرقام التي تعتمد عليها ». دون أن يقدر « الدستوري »، فهمه لـ »البعد الواقعي للأرقام » أو يفسر معناه، وكأنه يجب على القرار بالقول: « خليونا ندخلوا الى الحكومة وخا بجبناش مقاعد مهمة في الانتخابات! ».
واعتبر حزب « الحصان »، أن تخلي بنكيران عن الاتحاد الدستوري، « دعوة مباشرة إلى فك الارتباط بين حزبين سياسيين قررا قبل بدء مسلسل المشاورات، من أجل تشكيل الحكومة أن يتقاربا وأن يشكلا فريقاً واحدا في مجلس النواب، وأن يبرما تحالفاً استراتيجياً لا يستجيب لظرفية محددة، ولا يصدر عن مناورة سياسوية ».
وتابع البلاغ ذاته، أن « الساحة السياسية أخذت علماً بهذا القرار وسجلته جميع الأطراف، بما فيها حزب رئيس الحكومة المكلف نفسه ». وهذا معناه، حسب موقف »الدستوري »، أنه يريد تغيير نتائج الانتخابات بعد إعلانها، رغم أنه لم يتحالف مع الحمامة قبل الانتخابات، وذلك لتقوية أخنوش وسط الحكومة.
وعبر الحزب، عن اعتقاده، أن « مقاربة من هذا القبيل إنما تضرب استقلالية الحزبين في اتخاذ قراراتهما بكامل الحرية وفي انسجام مع توجهاتهما ومبادئهما المشتركة وأهدافهما المتقاربة ». مذكراً، بأن « التحالف بين التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري تحالف من أجل المصير السياسي المشترك ». من هنا، يطرح سؤال: « إذن لماذا لا ينسحب الأحرار من الحكومة تضامناً مع حليفهم السياسي الاستراتيجي؟ »