قبل سنة من اليوم، وفي الثامن عشر من شهر شتنبر 2016، حج إلى شارع محمد السادس في الدارالبيضاء العشرات من المواطنين أبناء مناطق متفرقة من المملكة، للمشاركة في مسيرة ضد « أخونة الدولة »، هذه المسيرة، التي تبرأ منها الجميع، كأنها انبثقت وحدها، وخرجت إلى الشارع من دون تنسيق.
وقبل سنة، أيضا، وعلى بعد أيام قليلة من الانتخابات التشريعية الماضية، تصدر تصريح لامرأة بسيطة من منطقة سيدي بنور أبرز الأحداث الوطنية حينها، إذ قالت: « ولد زروال هو الي جابني.. الله يخلي لينا ولد زروال.. ولد زروال كيشري ليا الحولي.. »، حتى أصبح الهم الكبير هو البحث عن من هو ولد رزوال.
اليوم تمر سنة على خروج مسيرة شاءت لها الصدفة أن يطلق عليها اسم « مسيرة ولد زروال »، استنادا إلى تصريح المرأة المشاركة فيها، التي أجابت بكل عفوية عن أسئلة الصحافيين، أن ولد زروال من حشدها رفقة بسطاء منطقة سيدي بنور للمشاركة في المسيرة، ظنا منها أنها تسدي له خدمة بشكره أمام الملأ.
مسيرة ولد زروال، مسيرة مجهولة النسب، بدأ التنسيق لها أسابيع قبل تنظيمها بشكل علني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل سري في بيوت « ولاد زروال »، الذين نفضوا أيديهم عنها، يوم التنظيم، وتملص منها كل من كان يعبئ لها، فصارت مسيرة لقيطة، مسيرة من دون هوية.
طرائف مسيرة ولد زروال كانت كثيرة عن العد، فكاميرات الإعلام سعت إلى معرفة حقيقة هذه المسيرة، ومن يقف وراءها، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، إذا كان المشاركون لا يعرفون من وراءهم، ولماذا هم فيها، وما الشعارات التي يحملونها، فالأجوبة عن دواعي المشاركة كانت متضاربة، إذ بعض جاء ليحتج على « بن كيران الذي يستعمر الصحراء »، وبعض آخر « جابوا لمقدم ولكن راه ماعارفش علاش جا ».
مدح شخصية « ولد زروال »، سلط الضوء على القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، بوشعيب عمار، المنتخب الشهير في منطقة سيدي بنور، والذي نفى بدوره أن تكون له أي علاقة بمسيرة الدارالبيضاء، وبحشد المواطنين للمشاركة فيها، ولا بالسيدة، التي ظهرت في مقطع الفيديو تؤكد أنها شاركت في المسيرة استجابة لدعوة ولد زروال ».
مسيرة ولد زروال كانت هدية على طبق من ذهب لحزب العدالة والتنمية، الذي كانت موجهة في الأصل ضده، فانقلب سحرها على ساحرها، إذ سارعت أحزاب، منها الأصالة والمعاصرة، الخصم الانتخابي الأول لـ »بيجيدي » إلى إصدار بلاغات للرأي العام، تتبرأ فيها من المسيرة المشؤومة، بينما رفع محمد حصاد، وزير الداخلية، آنذاك، مسؤوليته من الترخيص لها.
[youtube id= »EdlGkZ2Vnmk »]
[youtube id= »W2gHiL3-K1g »]
[youtube id= »JF5rIzL9x7s »]
