دبلوماسي كندي قادم من عاصمة الاتحاد الإفريقي على رأس المينورسو

05 ديسمبر 2017 - 02:02

بعد أقل من سنة من تغيير الأمين العام للأمم المتحدة، وخلافة البرتغالي أنطونيو غوتريس للكوري بان كي مون؛ اكتملت أخيرا المجموعة الجديدة المعنية بتدبير ملف الصحراء. فبعد تعيينه الألماني هورست كوهلر، ممثلا شخصيا لها بدلا من الأمريكي كريستوفر روس، عيّن غوتريس دبلوماسيا كنديا في المنصب الذي كانت تشغله كندية أخرى، وهي الرئيسة السابقة لبعثة المينورسو، كيم بولدوك. الأمين العام للأمم المتحدة عيّن رسميا الدبلوماسي الكندي كولين ستيوارت، على رأس البعثة الأممية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار في الصحراء، بعد عشرة أيام من إطلاعه مجلس الأمن الدولي عن هذا القرار.

الخطوة تعني عدم تلقي غوتريس أي تحفّظ من جانب أعضاء مجلس الأمن الدولي، كما تعني إنهاء عملية إغلاق قوس التوتر الذي طبع علاقة المغرب بالمسؤولين الأمميين المعنيين بملف الصحراء. كيوم بولدوك كانت قد واجهت فيتو المغرب طيلة شهور بعد تعيينها من طرف بان كي مون، كما كانت قد انخرطت في أجندة توسيع صلاحيات البعثة الأممية في الصحراء، وكسر أعراف التزامها بمظاهر السيادة المغربية، من قبيل رفع الأعلام المغربية في محيط مقرها المركزي بالعيون، وحمل سياراتها لوحات ترقيم مغربية…

ورغم أن جل المراقبين الدوليين ركزوا على المهمة السابقة التي شغلها المسؤول الأممي الجديد في المينورسو، والمتمثلة في قيادة البعثة الأممية في تيمور الشرقية التي انتهت إلى الانفصال عن إندونيسيا؛ إلى أن المسؤول الأول الجديد عن البعثة الأممية في الصحراء، يأتي إلى العيون مباشرة من عاصمة الاتحاد الإفريقي أديس أبابا. الدبلوماسي الكندي تولى منذ 2011 وإلى غاية 2016، مهمة المدير المساعد لمكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الإفريقي، ويعتبر خبيرا معتمدا على الصعيد الدولي، في مجال تنظيم الانتخابات وتطوير الديمقراطية. وفيما بدأ مساره الدبلوماسي داخل وزارة الخارجية الكندية، وتسلق مراتبها إلى أن أصبح ناطقا رسميا باسمها، لكنه سرعان ما التحق بمنظمة الأمم المتحدة، حيث شغل مهمة المسؤول السياسي ببعثة الأمم المتحدة في تيمور الشرقية، والتي تولت إدارة هذه الأخيرة بشكل مؤقت، في الفترة ما بين 1999 و2004.

الخبير المغربي في ملف الصحراء عبدالمجيد بلغزال، قال لـ »اليوم24″ إن تعيين الوسطاء والممثلين الشخصيين هو من الصلاحيات الحصرية للأمين العام للأمم المتحدة، « لكن يبدو في هذا الوضع أن الأمين العام أنطونيو غوتريس، ولضمان مزيد من الانسجام والحياد والمهنية بين البنيات التابعة له، قد ترك للوسيط هورست كوهلر إمكانية المساهمة في اختيار فريق العمل، وهو ما ظهرت بصماته من خلال مستشاره الخاص، السفير السابق لألمانيا في جنوب السودان، والآن من خلال الممثل الخاص الكندي الذي مر من تجربة تيمور الشرقية ومن الاتحاد الافريقي ما يجعله مؤهلا لمزيد من المهنية والحياد والابتكار، على قاعدة التجارب التي اشتغل عليها ومعرفته بالرهانات الموجودة داخل الاتحاد الإفريقي ».

بلغزال أضاف أن ملف الصحراء بات أمام وضعية جديدة، « حيث أصبح للوسيط الأممي دور أساسي في تشكيل الفريق سواء فريقه الشخصي أو الذي سيشتغل إلى جانبه عبر المينورسو ». وأوضح بلغزال أن الدبلوماسي الكندي يحقق من خلال جنسيته أفضل مؤشرات الحياد والجدية، « على اعتبار أن اختيار أمريكي سيعني استمرار إحكام القبضة الأمريكية على الملف، بينما تعيين مسؤول أوروبي شمالي قد يوحي بالانحياز للبوليساريو، بينما ترتبط التجارب الباكستانية السابقة بالعلاقات المتشعبة بين باكستان والسعودية ومن خلالها المغرب ». المسؤول الأممي الجديد على رأس المينورسو، يتميز، حسب بلغزال، بمعرفته الجيدة بكواليس و »كيفية صناعة القرار داخل الاتحاد الإفريقي، ومكامن العطب والعلاقة بين الأمم والاتحاد… ».

المسؤول الأممي الجديد الذي سيقيم بمدينة العيون، خبر ملفات النزاعات الترابية الدولية التي تشهد تدخلا للأمم المتحدة، حيث اشتغل بدولة الكونغو الديمقراطية، كما اشتغل لحساب مركز « كارتر » في مدينة غزة الفلسطينية. الفريق الأممي الجديد المكلف بتدبير ملف الصحراء، يشترك في قاسم مشترك هو المعرفة الجيدة والميدانية بالمجال الإفريقي. ففي الوقت الذي يعتبر المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة، الألماني هورس كوهلر، أحد المتخصصين الكبار في شؤون الاقتصاد والتنمية في إفريقيا؛ حرص هذا الأخير على لقاء الملك محمد السادس شهر أكتوبر الماضي، في أول زيارة له إلى المنطقة بعد تعيينه، على اصطحاب مستشار خاص، وهو الدبلوماسي الألماني دافيد شفاك. هذا الأخير هو دبلوماسي ألماني شاب، اشتغل إلى جانب مهام في الخارجية الألمانية وأخرى في العاصمة الأمريكية واشنطن، في عدد من سفارات ألمانيا في إفريقيا، قبل أن يعيّن عام 2013 على رأس سفارة ألمانيا في جمهورية السودان الجنوبية المنفصلة عن السودان.

الدبلوماسي الكندي سيجد فوق مكتبه بعد التحاقه بمقر بعثة المينورسو بمدينة العيون، ملف الأزمة الكبير وغير المسبوقة التي مرت منها علاقات المغرب والمينورسو العام الماضي. الرباط قامت في بداية 2016 بطرد العشرات من موظفي البعثة، والذين كانوا يشكلون المكونين السياسي والمدني. قرار كان قد اندرج في سياق توتر شامل مع الأمين العام الأممي السابق وممثله الشخصي، ولم تنته الأزمة عمليا إلا مستهل أبريل الماضي، حين سمح المغرب لآخر دفعة من الموظفين المطرودين بالعودة إلى العيون.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي